جاء في المعجم الكبير والأوسط للطبراني: حدثنا أحمد بن طاهر , قال : نا جدي حرملة بن يحيى , قال : نا ابن وهب , قال : حدثني سعيد بن أبي أيوب , قال : حدثني عبد الرحمن بن عطاء ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال : اللهم بارك لنا في شامنا ، وفي يمننا ، فقال رجل : وفي مشرقنا ، يا رسول الله ، فقال : اللهم بارك لنا في شامنا ، وفي يمننا ، فقال الرجل : وفي مشرقنا ، يا رسول الله ، فقال : اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا ، إن من هنالك يطلع قرن الشيطان ، وبه تسعة أعشار الكفر ، وبه الداء العضال ، لم يرو هذا الحديث عن عبد الرحمن بن عطاء إلا سعيد بن أبي أيوب ، تفرد به : ابن وهب.
وفي الجامع الكبير للسيوطي: اللهم بارك فى شامنا وفى يمننا قال رجل وفى شرقنا فقال اللهم بارك فى شامنا وفى يمننا قال رجل وفى شرقنا قال اللهم بارك فى شامنا ويمننا إن من هنالك يطلع قرن الشيطان وبه تسعة أعشار الكفر وبه الداء العضال (أحمد ، والطبرانى فى الأوسط عن ابن عمر) [المناوى]
أخرجه أحمد (2/90 ، رقم 5642) ، والطبرانى فى الأوسط (2/249 ، رقم 1889) قال الهيثمى (10/57) : رواه الطبرانى فى الأوسط ، وأحمد ، ورجال أحمد رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن عطاء ، وهو ثقة ، وفيه خلاف لا يضر . وأخرجه أيضا : أبو يعلى فى معجمه (1/87 ، رقم 78) .
ومن غريب الحديث : ((إن من هنالك)) : يقصد من المشرق .
وفي مجمع الزوائد: عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا
فقال رجل : وفي شرقنا يا رسول الله ؟ فقال : " اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا " . فقال رجل : وفي مشرقنا يا رسول الله ؟ فقال : " اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا إن من هنالك يطلع قرن الشيطان وبه تسعة أعشار الكفر وبه الداء العضال "
رواه الطبراني في الأوسط واللفظ له وأحمد ولفظه : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا " . - مرتين - فقال رجل : وفي مشرقنا يا رسول الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من هنالك يطلع قرن الشيطان وبه تسعة أعشار الشر "
ص . 35
ورجال أحمد رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن عطاء وهو ثقة وفيه خلاف لا يضر.
" عن ابنِ عمر (رضي اللهُ عنهما) مرفوعاً :" اللهم بارك فى شامنا و فى يمننا قال رجل و فى شرقنا فقال اللهم بارك فى شامنا و فى يمننا قال رجل و فى شرقنا قال اللهم بارك فى شامنا و يمننا ، إن من هنالك يطلع قرن الشيطان و به تسعة أعشار الكفر و بهِ الداء العضال " . قال الهيثمى : رواه الإِمام أحمد و الطبرانى فى الأوسط ، و رجال أحمد رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن عطاء ، و هو ثقة ، و فيه خلاف لا يضر . و أخرجه أيضا أبو يعلى فى معجمه " ...
يكفي هذا ...
و لا داعِي للتشويش بمغالطات الألباني و تعدِّيهِ على الصنعة بغير أهلِيّة ، و لن اتتبَّع ، الآنَ ، المهازِلَ و الفضائحَ التي ظهرت في تصرُّفاتِهِ الغريبة ، في هذه التخريجات السقيمة و التعلِيقات المُريبة .
و لكنْ لا يُقبَلُ من أحَدٍ كلامٌ خلاف الحديث الصحيح و الواقع المُسَـلّم ... وَ مزاعِم الألبانِيّ و كُل من وا فقَ شُذُوذَهُ مردودة لأنَّها تخالف الروايات الثابتة المشهورة و واقع معالم الأرض المعروفة عند العرب و العجم .
1 - فمجْموع الروايات الصحيحة يُفيدُ الجزم بأنَّ المقصود : نجد المعهودة ، هذه التي فيها اليوم " الرياض " وَ " الدرعِيّة " من حيثُ خرج بن عبد الوهّاب وَ مُكَفِرُو أُمّةِ سيِّدِ ساداتِ الأحباب ... لأنَّها هي التي في مشرق الحِجازِ المبارك و المدينة النبوِيّة الطيّبة المُقَدَّسة على منوِّرِها أفضلً الصلاة و السلام ، بالضَبْطِ ، لا العِراق فإِنَّها شمال شرق ، و لو أراد (صلّى اللهُ عليه و سلّم) بهذه الأحاديث العراق لأشار نحو الشمال ، قِبَلَ طرف جبل أُحُد الشرقِيّ لا نحو المَشْرِقِ مِمّا يلِي القِبلِيّ من بيوته المقدّسة المباركة ، عليه الصلاة و السلام ...
فإِنّا لو مدَدْنا خطّاً مُستقيماً نحوَ المشرِقِ من منبَرِهِ الشريف صلّى اللهُ عليه و سلّم ، يَمُرَّ بجانِبِ حُجرتِهِ الشريفة التي فيها بيت السيّدة الصدِّيقة أُمّ المؤمنين السيّدة عائشة رضوانُ اللهِ و سلامُهُ عليها ، لما وقعَ هذا الخطّ إِلاّ على منطقة الرياض و الدرعِيّة ، و كفى بهذا معجِزةً نبوِيَّةً باهِرة في غاية الدِقّة و التعيين .
و النُجودُ المعروفةُ بأسماءِها عند العربِ ، غير نجد المشهور الذي هو شرق الحجاز ، عِدَّةٌ منها :
نجْدُ ألْوَذ وَ نجدُ أجأ و نجدُ برق و نجدُ خال و نجدُ الشَـرى و نجدُ عُفْرٍ و نجدُ العُقاب و نَجْدُ كَبْكَب و نجْدُ مَرِيع وَ نجدُ اليمن ... ذكرها الشيخ ياقوت في معجمهِ ، ليس فيها نجدٌ يُقصَدُ بِهِ نَفسُ العِراقُ بِعَينِهِ .
و عند كلامِهِ عن نجد اليمن: نقل عن أبي زياد قال: " فَأَمّا ديار همدان وَ أشْـعَر و كِنْدة و خولان ، فإِنَّها مُفترشَـةٌ في أعراضِ اليمَنِ ، وَ في أضعافِها مخالِيفُ وَ زُرُوعٌ و بِها بَوادٍ وَ قُرىً مُشْـتَمِلَةٌ على بعضِ تهامةَ و بعضِ نجدِ اليمَنِ في شَـرْقِيِّ تِهامةَ ... قال :" وَ نجدُ اليَمَنِ غَيْرُ نجدِ الحِجازِ غَيْرَ أَنَّ جنوبِيَّ نجدِ الحِجازِ يَتَّصِلُ بِشـمالِيِّ نجدِ اليَمَنِ ، و بَيْنَ النَجْدَيْنِ وَ عُمانَ بَرِّيَّةٌ مُمتَنِعةٌ ... " إِهـ .
وَ لو لم يَرِد إِلاّ حديث أبي مسعودٍ رضي الله عنه الذي في صحيح مُسلِم رحمه اللهُ " ... وَ إِنَّ القَسْـوَةَ وَ غِلَظَ القُلوبِ في الفدّادينَ عِنْدَ أُصولِ أذنابِ الإِبِلِ حيثُ يَطلُعُ قرنا الشيطان في ربيعةَ وَ مُضر " لكفى في تبيين المُراد و تحديد المَفاد . فكيفَ و قد صحَّ عندهُ أيضاً من طريق الزهرِيّ عن سعيد بن المُسَيَّب عن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه في جملة حديثهِ :" ... ... و الفخْرُ وَ الخُيلاءُ في الفَدّادِينَ أهلِ الوبَرِ قِبَلَ مَطلِعِ الشمسِ " ، و من حديث أبي صالح عنهُ أيضاً مرفوعاً :" ... ... رَاْسُ الكُفْرِ قِبَلَ المَشْرِق " ، و حديث ابن جُريج قال أخبرني أبو الزُبَير أنَّهُ سَمِعَ جابِرَ بْنَ عبْدِ اللهِ رضي اللهُ عنهُ يقُولُ :" قالَ رَسُولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه و سلّم :" غِلَظُ القُلوبِ و الجفاءُ في المشرِقِ ، وَ الإِيمانُ في أَهلِ الحِجازِ " ؟.!.؟.!.؟.! ...
2 - و واقع معالم الأرض المعروف عند العرب و العجم أنَّ العراق غير نجد ، تماماً ... و الذي لا يُمَيِّزُ بين نفس بلاد العِراقِ وَ موقع ذات عِرْقٍ مِنْ ناحِية نجدٍ فلا كلام معهُ في هذا الشأن ...
قال نوح بن جرير الخطَفِيّ :
وَ قال بعض العرب من نواحِي هَجَر ، و كان قد قَدِمَ العراقَ وَ أقامَ بِبغدادَ فاستوبَأَها :"
اللهُمَّ اكفِناهُم وَ أشياعَهُم من الجِنِّ و الإِنْسِ وَ أشباهَهُم بِما شِـئْتَ و كيْفَ شـِئْتَ ، يا مالِكَ يَومِ الدينِ إِيّاكَ نَعبُدُ وَ إِيّاكَ نَسْـتَعين . اللهُمَّ إِنّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ شُــرُورِهِم وَ بِكَ ندْرَاُ في نُحُورِهِم . اللهُمَ أَخْمِدْ ثائِرَهُم وَ اقْطَعْ دابِرَهُم وَ رُدَّهُم إِلى قِيمَتِهِم وَ عافِ الأُمّةَ مِنْ فِتنَتِهِم وَ طَهِرِ الأرضَ مِنْ رِجسِ ضلالاتِهِم وَ صِيالاتِهِم ...
اللهُمَّ آمين آمين يا إِلهَنا يارَبَّ العالَمين .: فيما يتعلّق بما سبق من ردٍّ لِمحاولة قرن الشيطان الذين خرجوا من نجد أنْ يَرُدُّوا ما ورد عن المعصوم الأعظم صلّى اللهُ عليه و سـلّم من التحذير من فتنتهم و يَصرِفُوا ذلك عبَثاً إِلى العراق ، لِيُبعِدُوا التهمة عن بِدعتِهِم و تضلِيلِهِم ...
و قد قَدّمْنا ما يُبطِلُ ذلك من الأدِلّة الشرعِيّة من الأحاديث الصحيحة و المُسلّمات المشهورة من واقع تاريخِ العرب وَ لُغَتِهِم و جغرافِيّة بلادِهِم و مُسْـتفِيضِ عُرفِهِم و أشعارِهِم وَ وَقائِعِهِم و حوادِثِهِم عبر الدهور ، في عدّة مشاركات هنا...
و نختِمُها الآنَ بدلِيلٍ لا قِبَلَ لَهُم بِرَدِّهِ ، إِلاّ أنْ يهرُبُوا إِلى حِيلة روافض الشيعة في إِنكارِهِم أنَّ المتعة حرامٌ إِلى يوم القيامة بِافتِراءِهِم أنَّ تحريمها هو من عند أمير المؤمنين سيّدنا عُمَر بن الخطّاب رضي الله عنهُ زاعمِين أنَّهُ مخالفٌ بذلك لِحُكْمِ رسولِ الله صلّى اللهُ عليه و سلّم ، و حاشاهُ رضي اللهُ عنهُ ...
و مهما يَكُنْ مِنْ أمْرٍ ، فَإِنَّ سُـنَّةَ الخُلفاءِ الراشِدين مِنْ سُـنَّةِ خاتَمِ النبِيّين و سيّدِ المُرْسَـلِين ، صلّى اللهُ عليه و على آلِهِ و سلّم و رضي اللهُ عنهم ، و في اختلاف تحديدِ المَهَلّ إِثباتُ المُغايرة بين البلدين و لا مُخالِفَ لهُ في ذلك ، فثبَتَ المُرادُ أيضاً على كِلَيِ القَولَيْن في ذاتِ عرقٍ ...
و ذلكَ أنَّ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليه و سلّم بيَّنَ المواقيتَ المكانِيّة للإهلالِ بالحجّ ، و بَلَغَنا تحديدُه لهذه الأماكِن و تعيينُهُ لَها صلّى اللهُ عليه و سلّم من طريق جمْعٍ من أصحابِهِ الكِرام منهُم سيّدنا عمر و ابنه عبد الله و حبْرِ الأُمّة سيّدنا عبدُ الله ابن العبّاس و سيّدنا جابر الأنصارِيّ و غيرهم رضي الله عنهم ، وَ أجمعت الأُمّة على ذلك بلا خِلاف
- مَهَلُّ أهلِ المدينة : ذُو الحُلَيْفة . (على نحوِ سِتّةِ أميالٍ من المدينة المنوّرة من جنوبِها و على نحوِ تسعة مراحِل أو عشرة من مكّة المُكرّمة ، و في حَدِّها اليوم أبيار علِيّ ) .
- مَهَلّ أهلِ الشام : الجُحفة ، و يُقالُ لها مَهْيَعة أيضاً ، و هِيَ على نحو ثلاث مراحِل من مكّة على طريق المدينة (و كذلك مَنْ مَرَّ من نواحيها من أهل مِصر و غيرهم) .
- مَهَلُّ أهل نجد : قَرْن المنازِل ( و هو أقرب المواقيت إِلى مكّة ، على نحوِ مرحلتَيْن منها ) .
- مَهَلُّ أهلِ اليَمَن : يَلَمْلَم (جبَلٌ من جِبال تهامة على مرحلَتين من جنوبِ مكّة ، و يُقالُ لهُ أيضاً : أَلَمْلَمْ ، لغة ثانية فيه) .
- مَهَلّ أهلِ العراق : ذات عرق .
وَ لا خِلاف بين العلماء في ذلك ... فظهَرَ تماماً مِنْ هذا و مِنْ كُلِّ ما سَـبَقَ بيانُهُ أنَّ نجْداً المقصود في تلك الأحاديث الشريفة ليس هو العِراق كما زعمُوا بل هو هذا المعهود الذي أشرْنا إِليه و عرّفْناهُ آنِفاً ، الذي فيه الدرعِيّة و الرياض ، فلم تبْقَ لقَرْن الشيطان حُجّة معتبرة ، إِلاّ أنْ يلجأُوا إِلى الأوهام و المُغالطات و التموِيه ، فيَثبُت أنَّ نجْدَهُم هذا بِهِ الداء العُضال ، وَ حَسْـبُنا الله و نِعْمَ الوكيل ...
وفي الجامع الكبير للسيوطي: اللهم بارك فى شامنا وفى يمننا قال رجل وفى شرقنا فقال اللهم بارك فى شامنا وفى يمننا قال رجل وفى شرقنا قال اللهم بارك فى شامنا ويمننا إن من هنالك يطلع قرن الشيطان وبه تسعة أعشار الكفر وبه الداء العضال (أحمد ، والطبرانى فى الأوسط عن ابن عمر) [المناوى]
أخرجه أحمد (2/90 ، رقم 5642) ، والطبرانى فى الأوسط (2/249 ، رقم 1889) قال الهيثمى (10/57) : رواه الطبرانى فى الأوسط ، وأحمد ، ورجال أحمد رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن عطاء ، وهو ثقة ، وفيه خلاف لا يضر . وأخرجه أيضا : أبو يعلى فى معجمه (1/87 ، رقم 78) .
ومن غريب الحديث : ((إن من هنالك)) : يقصد من المشرق .
وفي مجمع الزوائد: عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا
فقال رجل : وفي شرقنا يا رسول الله ؟ فقال : " اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا " . فقال رجل : وفي مشرقنا يا رسول الله ؟ فقال : " اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا إن من هنالك يطلع قرن الشيطان وبه تسعة أعشار الكفر وبه الداء العضال "
رواه الطبراني في الأوسط واللفظ له وأحمد ولفظه : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا " . - مرتين - فقال رجل : وفي مشرقنا يا رسول الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من هنالك يطلع قرن الشيطان وبه تسعة أعشار الشر "
ص . 35
ورجال أحمد رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن عطاء وهو ثقة وفيه خلاف لا يضر.
" عن ابنِ عمر (رضي اللهُ عنهما) مرفوعاً :" اللهم بارك فى شامنا و فى يمننا قال رجل و فى شرقنا فقال اللهم بارك فى شامنا و فى يمننا قال رجل و فى شرقنا قال اللهم بارك فى شامنا و يمننا ، إن من هنالك يطلع قرن الشيطان و به تسعة أعشار الكفر و بهِ الداء العضال " . قال الهيثمى : رواه الإِمام أحمد و الطبرانى فى الأوسط ، و رجال أحمد رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن عطاء ، و هو ثقة ، و فيه خلاف لا يضر . و أخرجه أيضا أبو يعلى فى معجمه " ...
يكفي هذا ...
و لا داعِي للتشويش بمغالطات الألباني و تعدِّيهِ على الصنعة بغير أهلِيّة ، و لن اتتبَّع ، الآنَ ، المهازِلَ و الفضائحَ التي ظهرت في تصرُّفاتِهِ الغريبة ، في هذه التخريجات السقيمة و التعلِيقات المُريبة .
و لكنْ لا يُقبَلُ من أحَدٍ كلامٌ خلاف الحديث الصحيح و الواقع المُسَـلّم ... وَ مزاعِم الألبانِيّ و كُل من وا فقَ شُذُوذَهُ مردودة لأنَّها تخالف الروايات الثابتة المشهورة و واقع معالم الأرض المعروفة عند العرب و العجم .
1 - فمجْموع الروايات الصحيحة يُفيدُ الجزم بأنَّ المقصود : نجد المعهودة ، هذه التي فيها اليوم " الرياض " وَ " الدرعِيّة " من حيثُ خرج بن عبد الوهّاب وَ مُكَفِرُو أُمّةِ سيِّدِ ساداتِ الأحباب ... لأنَّها هي التي في مشرق الحِجازِ المبارك و المدينة النبوِيّة الطيّبة المُقَدَّسة على منوِّرِها أفضلً الصلاة و السلام ، بالضَبْطِ ، لا العِراق فإِنَّها شمال شرق ، و لو أراد (صلّى اللهُ عليه و سلّم) بهذه الأحاديث العراق لأشار نحو الشمال ، قِبَلَ طرف جبل أُحُد الشرقِيّ لا نحو المَشْرِقِ مِمّا يلِي القِبلِيّ من بيوته المقدّسة المباركة ، عليه الصلاة و السلام ...
فإِنّا لو مدَدْنا خطّاً مُستقيماً نحوَ المشرِقِ من منبَرِهِ الشريف صلّى اللهُ عليه و سلّم ، يَمُرَّ بجانِبِ حُجرتِهِ الشريفة التي فيها بيت السيّدة الصدِّيقة أُمّ المؤمنين السيّدة عائشة رضوانُ اللهِ و سلامُهُ عليها ، لما وقعَ هذا الخطّ إِلاّ على منطقة الرياض و الدرعِيّة ، و كفى بهذا معجِزةً نبوِيَّةً باهِرة في غاية الدِقّة و التعيين .
و النُجودُ المعروفةُ بأسماءِها عند العربِ ، غير نجد المشهور الذي هو شرق الحجاز ، عِدَّةٌ منها :
نجْدُ ألْوَذ وَ نجدُ أجأ و نجدُ برق و نجدُ خال و نجدُ الشَـرى و نجدُ عُفْرٍ و نجدُ العُقاب و نَجْدُ كَبْكَب و نجْدُ مَرِيع وَ نجدُ اليمن ... ذكرها الشيخ ياقوت في معجمهِ ، ليس فيها نجدٌ يُقصَدُ بِهِ نَفسُ العِراقُ بِعَينِهِ .
و عند كلامِهِ عن نجد اليمن: نقل عن أبي زياد قال: " فَأَمّا ديار همدان وَ أشْـعَر و كِنْدة و خولان ، فإِنَّها مُفترشَـةٌ في أعراضِ اليمَنِ ، وَ في أضعافِها مخالِيفُ وَ زُرُوعٌ و بِها بَوادٍ وَ قُرىً مُشْـتَمِلَةٌ على بعضِ تهامةَ و بعضِ نجدِ اليمَنِ في شَـرْقِيِّ تِهامةَ ... قال :" وَ نجدُ اليَمَنِ غَيْرُ نجدِ الحِجازِ غَيْرَ أَنَّ جنوبِيَّ نجدِ الحِجازِ يَتَّصِلُ بِشـمالِيِّ نجدِ اليَمَنِ ، و بَيْنَ النَجْدَيْنِ وَ عُمانَ بَرِّيَّةٌ مُمتَنِعةٌ ... " إِهـ .
وَ لو لم يَرِد إِلاّ حديث أبي مسعودٍ رضي الله عنه الذي في صحيح مُسلِم رحمه اللهُ " ... وَ إِنَّ القَسْـوَةَ وَ غِلَظَ القُلوبِ في الفدّادينَ عِنْدَ أُصولِ أذنابِ الإِبِلِ حيثُ يَطلُعُ قرنا الشيطان في ربيعةَ وَ مُضر " لكفى في تبيين المُراد و تحديد المَفاد . فكيفَ و قد صحَّ عندهُ أيضاً من طريق الزهرِيّ عن سعيد بن المُسَيَّب عن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه في جملة حديثهِ :" ... ... و الفخْرُ وَ الخُيلاءُ في الفَدّادِينَ أهلِ الوبَرِ قِبَلَ مَطلِعِ الشمسِ " ، و من حديث أبي صالح عنهُ أيضاً مرفوعاً :" ... ... رَاْسُ الكُفْرِ قِبَلَ المَشْرِق " ، و حديث ابن جُريج قال أخبرني أبو الزُبَير أنَّهُ سَمِعَ جابِرَ بْنَ عبْدِ اللهِ رضي اللهُ عنهُ يقُولُ :" قالَ رَسُولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه و سلّم :" غِلَظُ القُلوبِ و الجفاءُ في المشرِقِ ، وَ الإِيمانُ في أَهلِ الحِجازِ " ؟.!.؟.!.؟.! ...
2 - و واقع معالم الأرض المعروف عند العرب و العجم أنَّ العراق غير نجد ، تماماً ... و الذي لا يُمَيِّزُ بين نفس بلاد العِراقِ وَ موقع ذات عِرْقٍ مِنْ ناحِية نجدٍ فلا كلام معهُ في هذا الشأن ...
قال نوح بن جرير الخطَفِيّ :
" ألا قَدْ أرى أَنَّ المَنايا تُصِيبُنِي *** فَما لِيَ عنهُنَّ انصِرافٌ وَ لا بُدُّ
أَ ذا العَرْشِ لا تجعَلْ بِبَغدادَ مِيتَتِي *** وَ لكِنْ بِنَجْدٍ حبَّذا بلَداً نَجْدُ
وَ قال أعرابِيٌّ آخَرُ :" أَ ذا العَرْشِ لا تجعَلْ بِبَغدادَ مِيتَتِي *** وَ لكِنْ بِنَجْدٍ حبَّذا بلَداً نَجْدُ
ألا هَلْ لِمَحْزُونٍ بِبَغدادَ نازِحٍ *** إِذا ما بَكا جَهْدَ البُكاءِ مُجِيبُ ؟
كأنِّي بِبَغدادَ وَ إِنْ كُنْتُ آمِناً *** طَرِيدُ دَمٍ نائِي المَحَلِّ غَرِيبُ
فيا لآئِمِي في حُبِّ نَجْدٍ وَ أَهلِهِ *** أصابَكَ بالأَمْرِ المُهِمِّ مُصيبُ .
كأنِّي بِبَغدادَ وَ إِنْ كُنْتُ آمِناً *** طَرِيدُ دَمٍ نائِي المَحَلِّ غَرِيبُ
فيا لآئِمِي في حُبِّ نَجْدٍ وَ أَهلِهِ *** أصابَكَ بالأَمْرِ المُهِمِّ مُصيبُ .
وَ قال بعض العرب من نواحِي هَجَر ، و كان قد قَدِمَ العراقَ وَ أقامَ بِبغدادَ فاستوبَأَها :"
أرى الرِيفَ يَدنُو كُلَّ يَومٍ وَ ليلَةٍ *** وَ أَزْدادُ مِنْ نجدٍ وَ صاحِبِهِ بُعدا
ألا إِنَّ بَغداداً بِلادٌ بغيضَةٌ *** إِلَيَّ وَ إِنْ كانتْ معيشَـتُها رغدا
بِلادٌ تهُبُّ الرِيحُ فيها مريضةً *** وَ تزدادُ خُبثاً حينَ تُمْطرُ أوْ تنْدى
و غيرها من أشعارِ العربِ كثير ، مِمّا يدُلّ على أنَّ العِراق هي غير نجدٍ على الإِطلاق ...مِمّا يكفينا في الردّ على مَنْ تلاعَبَ بِحقائقِ الواقع و التارِيخ فحاوَلَ أنْ يَصْرِفَ الأذهان عن المَعْنِيّ بِنجْدِ الدرعِيّةِ نَجْدِ فتنةِ " بن عبد الوهّاب " المَشْـؤُومة إِلى بِقاع أُخرى و بِلاد مُختلِفة لا يُطابِقُ وَصفُها ما ورد في وصفِ هؤلاءِ أهلِ الغِلْظة و الجفاء الفدّادين عند أذنابِ الإِبِل في ديار ربيعة و مُضَر مِنْ أرض نجد المعهودة .. أنَّ "بن بشر " و " بن غنّام " و غيرهما مِن الوهّابِيّة أنفُسِـهِم أَقَرُّوا بِفِعلِهِم في تأريخِهِم لِفِتنة زعيمِهِم " بن عبد الوهّاب " و سردِهِم لِبِدَعِهِ و شُذُوذاتِهِ الشنيعة و مظالِمِهِ وَ أتباعِهِ و أفاعِيلِهِم الإِجرامِيّة الفظيعة و غاراتِهِم الوحشِيّة و هُجوماتِهِم العدوانِيّة الغاشِمة على جيرانِهِم المُسْــلِمين و غدرِهِم بِهِم و افتراءِ إِكْفارِهِم و نبزِهِم و جُمهور الأُمّةِ المُحمّدِيّة بالشرك الأكبَر و البدعة المُخرِجة من المِلّة الإِسْـلامِيّة ، أقَرُّوا بالفعل أنَّ كُلّ هذه القبائح و الفضائح انطلقت مِنْ نَفْس الموضِع المُعَيّن بالضبط في الحديث الشريف ، مِنْ قلب نجد هذه المعهودة لا غيرِها ، وَ يَدُلُّ على ذلك عناوين كتبهم و مقالاتِهِم و سردُهُم فيها لِلحوادِث و تسميتهم لها و لِمواقِع حدوثِها ... فأينَ يذهَبُ مَنْ بعدَهُم مِنْ أذنابِهِمْ و المُتزَلِّفين لَهُم ؟.!.؟.!.؟؟؟!!!...ألا إِنَّ بَغداداً بِلادٌ بغيضَةٌ *** إِلَيَّ وَ إِنْ كانتْ معيشَـتُها رغدا
بِلادٌ تهُبُّ الرِيحُ فيها مريضةً *** وَ تزدادُ خُبثاً حينَ تُمْطرُ أوْ تنْدى
اللهُمَّ اكفِناهُم وَ أشياعَهُم من الجِنِّ و الإِنْسِ وَ أشباهَهُم بِما شِـئْتَ و كيْفَ شـِئْتَ ، يا مالِكَ يَومِ الدينِ إِيّاكَ نَعبُدُ وَ إِيّاكَ نَسْـتَعين . اللهُمَّ إِنّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ شُــرُورِهِم وَ بِكَ ندْرَاُ في نُحُورِهِم . اللهُمَ أَخْمِدْ ثائِرَهُم وَ اقْطَعْ دابِرَهُم وَ رُدَّهُم إِلى قِيمَتِهِم وَ عافِ الأُمّةَ مِنْ فِتنَتِهِم وَ طَهِرِ الأرضَ مِنْ رِجسِ ضلالاتِهِم وَ صِيالاتِهِم ...
اللهُمَّ آمين آمين يا إِلهَنا يارَبَّ العالَمين .: فيما يتعلّق بما سبق من ردٍّ لِمحاولة قرن الشيطان الذين خرجوا من نجد أنْ يَرُدُّوا ما ورد عن المعصوم الأعظم صلّى اللهُ عليه و سـلّم من التحذير من فتنتهم و يَصرِفُوا ذلك عبَثاً إِلى العراق ، لِيُبعِدُوا التهمة عن بِدعتِهِم و تضلِيلِهِم ...
و قد قَدّمْنا ما يُبطِلُ ذلك من الأدِلّة الشرعِيّة من الأحاديث الصحيحة و المُسلّمات المشهورة من واقع تاريخِ العرب وَ لُغَتِهِم و جغرافِيّة بلادِهِم و مُسْـتفِيضِ عُرفِهِم و أشعارِهِم وَ وَقائِعِهِم و حوادِثِهِم عبر الدهور ، في عدّة مشاركات هنا...
و نختِمُها الآنَ بدلِيلٍ لا قِبَلَ لَهُم بِرَدِّهِ ، إِلاّ أنْ يهرُبُوا إِلى حِيلة روافض الشيعة في إِنكارِهِم أنَّ المتعة حرامٌ إِلى يوم القيامة بِافتِراءِهِم أنَّ تحريمها هو من عند أمير المؤمنين سيّدنا عُمَر بن الخطّاب رضي الله عنهُ زاعمِين أنَّهُ مخالفٌ بذلك لِحُكْمِ رسولِ الله صلّى اللهُ عليه و سلّم ، و حاشاهُ رضي اللهُ عنهُ ...
و مهما يَكُنْ مِنْ أمْرٍ ، فَإِنَّ سُـنَّةَ الخُلفاءِ الراشِدين مِنْ سُـنَّةِ خاتَمِ النبِيّين و سيّدِ المُرْسَـلِين ، صلّى اللهُ عليه و على آلِهِ و سلّم و رضي اللهُ عنهم ، و في اختلاف تحديدِ المَهَلّ إِثباتُ المُغايرة بين البلدين و لا مُخالِفَ لهُ في ذلك ، فثبَتَ المُرادُ أيضاً على كِلَيِ القَولَيْن في ذاتِ عرقٍ ...
و ذلكَ أنَّ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليه و سلّم بيَّنَ المواقيتَ المكانِيّة للإهلالِ بالحجّ ، و بَلَغَنا تحديدُه لهذه الأماكِن و تعيينُهُ لَها صلّى اللهُ عليه و سلّم من طريق جمْعٍ من أصحابِهِ الكِرام منهُم سيّدنا عمر و ابنه عبد الله و حبْرِ الأُمّة سيّدنا عبدُ الله ابن العبّاس و سيّدنا جابر الأنصارِيّ و غيرهم رضي الله عنهم ، وَ أجمعت الأُمّة على ذلك بلا خِلاف
- مَهَلُّ أهلِ المدينة : ذُو الحُلَيْفة . (على نحوِ سِتّةِ أميالٍ من المدينة المنوّرة من جنوبِها و على نحوِ تسعة مراحِل أو عشرة من مكّة المُكرّمة ، و في حَدِّها اليوم أبيار علِيّ ) .
- مَهَلّ أهلِ الشام : الجُحفة ، و يُقالُ لها مَهْيَعة أيضاً ، و هِيَ على نحو ثلاث مراحِل من مكّة على طريق المدينة (و كذلك مَنْ مَرَّ من نواحيها من أهل مِصر و غيرهم) .
- مَهَلُّ أهل نجد : قَرْن المنازِل ( و هو أقرب المواقيت إِلى مكّة ، على نحوِ مرحلتَيْن منها ) .
- مَهَلُّ أهلِ اليَمَن : يَلَمْلَم (جبَلٌ من جِبال تهامة على مرحلَتين من جنوبِ مكّة ، و يُقالُ لهُ أيضاً : أَلَمْلَمْ ، لغة ثانية فيه) .
- مَهَلّ أهلِ العراق : ذات عرق .
وَ لا خِلاف بين العلماء في ذلك ... فظهَرَ تماماً مِنْ هذا و مِنْ كُلِّ ما سَـبَقَ بيانُهُ أنَّ نجْداً المقصود في تلك الأحاديث الشريفة ليس هو العِراق كما زعمُوا بل هو هذا المعهود الذي أشرْنا إِليه و عرّفْناهُ آنِفاً ، الذي فيه الدرعِيّة و الرياض ، فلم تبْقَ لقَرْن الشيطان حُجّة معتبرة ، إِلاّ أنْ يلجأُوا إِلى الأوهام و المُغالطات و التموِيه ، فيَثبُت أنَّ نجْدَهُم هذا بِهِ الداء العُضال ، وَ حَسْـبُنا الله و نِعْمَ الوكيل ...
منتدى الأصلين
.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق