ضدّ من كانت تحارِبُ وتُجَيشُ جيوشُ الوهابيين , في زمن تكالب الاستعمار الغربي على ديار المسلمين؟!
من المعلوم أن الدّولة البريطانية , التي لم تألُ جُهداً منذ قرون في تمزيق العالم الإسلامي , كانت أقوى الدول في العالم , وكانت تكافح بكلّ ما أوتيت من قوة لهدم الخلافة العثمانية , وكان شُغلها الشاغل حياكة المؤامرات ورسم المخططات وتنفيذها للاستيلاء على بلاد الإسلام , وسلكت في سبيل هذا الهدف كلّ ما تيسّر لها من جهود وتحالفات , فقامت باستعمار كثير من البلدان الإسلامية , وسار على نهجها الاستعماري للدول الإسلامية غيرُها من الدول الأوروبية كفرنسا وإيطاليا ..
وفي أثناء تنفيذ هذه المخططات الاستعمارية في ديار الإسلام , التي تَرمي لهدم الخلافة الإسلامية واجتثاثها من جذورها , وتمزيق البلاد الإسلامية واستغلالها , قامت دعوة محمد بن عبد الوهاب في صحراء نجد , فأعلنت الجهاد والحرب على المشركين!! , لكنّ المشركين عندهم ليسوا المستعمرين الغربيين!! , بل هم كلّ المسلمين الذين ينضوون تحت الخلافة الإسلامة العثمانية!! , وكلّ المسلمين الذين يخالفونهم في تكفير مرتكبي بعض البدع والمحرمات , وكلّ المسلمين الذين يخالفونهم في نهجهم التكفيري.. بحجة أنهم يخالفون دين الإسلام! , ولم يشهد التاريخ أنّ ابن عبد الوهاب وجيوشه الأعراب خاضوا حرباً ضدّ الاستعمار , أو حاولوا الدّفاع عن شيء من بلاد الإسلام التي أصيبت بوطأة الاحتلال , أو أبطلوا شيئاً من مخططات هدم الخلافة الإسلامية , بل كانوا عوناً للاستعمار –بقصد وبغير قصد- في إضعاف الخلافة الإسلامية ومن ثم تقويضها فيما بعد , حيث كانت الخلافة آنذاك تحاول أن تستجمع قواها الخائرة لمواجهة الخطر الاستعماري , وكانت بحاجة إلى توفير أدنى قوّة وأقل جهد , فخرج الوهابية من رحم الصحراء وأعلنوا كفر الدولة العثمانية وحربها , ووافقهم في دعوتهم بعض رؤساء القبائل الذين يتطلعون إلى الحكم والإمارة , فأمدّوهم بالخيل والرجال , وعقدوا صفقة بينهم على أن يكون زمام الأمور الدينية بيد مشايخ الوهابية , وزمام الأمور السياسية بيد أولئك الحُكّام , فعلمت الدول الاستعمارية بما يجري ممّا يصبُّ في مصالحها , فأقامت العلاقة مع رؤوس الثورة الوهابية السياسيين , وزوّدتهم بما يحتاجون من المال والعتاد , مقابل إشغالهم الخلافة الإسلامية وإضعافها , وهذا ما حصل بالفعل , ولا حول ولا قوّة إلا بالله!
1- جيوش ابن عبد الوهاب النجديين هزموا جمهور العرب المشركين! من الشام إلى عُمَان ومن الحيرة إلى اليمن!! ولم يحاربوا المستعمرين! :
قال عبد اللطيف بن عبد الرحمن في "الدرر السنية في الأجوبة النجدية" (1/465) :
(ولذلك صار لشيخنا ، شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله، ولطائفة من أنصاره، من المُلك والظهور، والنصر، بحسب نصيبهم، وحظهم من متابعة نبيهم صلى الله عليه وسلم والتمسك بدينه، فقهروا جمهور العرب، من الشام إلى عمان، ومن الحيرة إلى اليمن ) .
ولا يخفى عليك بأنّ قتال الوهابية لجمهور العرب لم يكن إلا لاعتبارهم مشركين , وهو يصرّح بأن المعارك التي كان يخوضها ابن عبد الوهاب ومن معه من البدو النجديين , لم تكن ضد بريطانيا وفرنسا , ولم تكن ضد حركات الاستعمار في الدول الإسلامية , وإنما كانت ضد : " جمهور العرب، من الشام إلى عمان، ومن الحيرة إلى اليمن"! , في وقت كان المستعمرون يخططون لتقسيم البلاد العربية وتمزيق الخلافة العثمانية! فهذه هي انتصارات الوهابية!! .
2- بَدْء الناس بالقتال بحجة أنّهم مشركون :
جاء في الدرر السنية (9/253) :
(وأما من بلغته دعوتنا إلى توحيد الله، والعمل بفرائض الله، وأبى أن يدخل في ذلك، وأقام على الشرك بالله، وترك فرائض الإسلام، فهذا نكفره ونقاتله، ونشن عليه الغارة، بل بداره; وكل من قاتلناه فقد بلغته دعوتنا، بل الذي نتحقق ونعتقده: أن أهل اليمن وتهامة، والحرمين والشام والعراق، قد بلغتهم دعوتنا.....
ومثل هؤلاء لا تجب دعوتهم قبل القتال، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم - أغار على بني المصطلق وهم غارون، وغزا أهل مكة بلا إنذار ولا دعوة!!) .
وهذا تصريح واضح في أنّ الوهابية كانوا يبدؤون القتال لمن خالفهم في فهمهم للتوحيد , بحجة أنه مشرك وليس بمسلم , وأن دياره ديار حرب لا إسلام , وأن قتاله واجب حتى بدون دعوته إلى إسلامهم , خلافاً لما يزعمه بعض متأخريهم من أنهم كانوا يدافعون عن أنفسهم فقط!!
3- سفكُ الوهابية دماءَ المسلمين وأكل أموالهم بحجة أنهم مشركون!! :
قال سعود بن عبد العزيز في الدرر السنية (9/280) :
( وأما ما ذكرت: إنا نقتل الكفار، فهذا أمر ما نتعذر عنه، ولم نستخف فيه، ونزيد في ذلك إن شاء الله، ونوصي به أبناءنا من بعدنا، وأبناؤنا يوصون به أبناءهم من بعدهم، كما قال الصحابي: على الجهاد ما بقينا أبدا.
ونرغم أنوف الكفار، ونسفك دماءهم، ونغنم أموالهم بحول الله وقوته....
ولا لنا دأب إلا الجهاد، ولا لنا مأكل إلا من أموال الكفار ...) .
وهذا أمرٌ جميل لو كان ضد المستعمرين الغربيين!! إلا أنه–وللأسف- كان ضد : "جمهور العرب، من الشام إلى عمان، ومن الحيرة إلى اليمن" كما صرّح عبد اللطيف بن عبد الرحمن , إذ إنّ المشركين في اصطلاح الوهابيين غالباً هم المسلمون المخالفون للوهابيين , إذ إنّ التاريخ لم يُسجّل لأولئك القوم وقعةً واحدة مع أعداء الإسلام!
4- ابن عبد الوهاب كان يتولّى الإشراف على جيوش الأعراب :
جاء في الدرر السنية في الأجوبة النجدية عن ابن عبد الوهاب (16/320) :
(أمر بالجهاد هو والإمام محمد بن سعود، وشمروا عن ساعد الجد والاجتهاد، وعدوا للجهاد ما استطاعوا من الإعتاد.
وكان الشيخ هو الذي يجهز الجيوش، ويبعث السرايا على يد الإمام، ويكاتب أهل البلدان ويكاتبونه، والوفود إليهما، والضيوف عنده، وصدور الأوامر من عنده; حتى أذعن أهل نجد...) .
يا تُرى لقتال مَنْ كنت تُجيّش هذه الجيوش , ولحرب من كانت تسري تلك السرايا؟ أكانت تُجهّز لقتال أعداء الإسلام في الغرب؟! أم لسفك دماء "جمهور العرب" المسلمين؟!!
5- اللقاء الأول بين محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود , والصفقة الدينية السياسية بينهما : قال مؤرخ الوهابية عثمان بن بشر النجدي في عنوان المجد (1/42) :
( فلما وصل الشيخ إلى بلد الدرعية , نزل عند عبد الله بن عبد الرحمن بن سويلم ....
فسار إليه ابن سعود , ودخل عليه في بيت ابن سويلم فرحب به وقال : أبشر ببلاد خير من بلادك , وبالعز والمنعة , فقال له الشيخ : وأنا أبشرك بالعز والتمكين والنصر المبين , وهذه كلمة التوحيد التي دعت إليها الرسل كلّهم , فمن تمسك بها وعمل بها ونصرها , ملَك البلاد والعباد , وأنت ترى نجداً كلّها وأقطارها أطبقت على الشرك والجهل!! .....
فلما شرح الله صدر محمد بن سعود لذلك , فبايع الشيخ على ذلك , وأن الدم بالدم والهدم بالهدم , وعلى أنّ الشيخ لا يرغب عنه إن أظهره الله , إلا أن محمد بن سعود شرط في مبايعته للشيخ أن لا يتعرضه فيما يأخذ من أهل الدرعية مثل الذي كان يأخذه رؤساء البلدان على رعاياهم , فأجابه الشيخ على ذلك رجاء أن يخلف الله عليه من الغنيمة أكثر من ذلك....
فلما علم عثمان بن معمّر أن محمد بن سعود آوى الشيخ ونصره , وبايعه على دين الإسلام ونصرته والذب عنه , وأنّ الدرعية صارت دار هجرة لمن شرح الله صدره لذلك , وبعضهم قد أوذي في بلده , وأن الشيخ في زيادة من أصحابه , ندم عثمان على ما فعل من إخراجه ....
ولقد رأينا الدرعية بعد ذلك في زمن سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود رحمهم الله , وما فيها من الأموال وكثرة الرجال , والسلاح المحلى بالذهب والفضة , وعندهم الخيل النجاب والجياد العمانيات , والملابس الفاخرة والرفاهيات , ما يعجز عن عدّه اللسان , ويكل عن حصره الجنان والبنان , ولقد نظرت إلى موسمها يوماً وأنا في مكان مرتفع وهو في الموضع المعروف بالباطن , بين منازلها الغربية التي فيها آل سعود والمعروفة بالطريف , وبين منازلها الشرقية المعروفة بالبجيري التي فيها أبناء الشيخ , ورأيت موسم الرجال في جانب وموسم النساء في جانب , وما فيه من الذهب والفضة والسلاح والإبل والأغنام , وكثرة ما يتعاطونه من صفقة البيع والشراء والخذ والعطاء , وغير ذلك ..... ) .
فهذه شهادة أحد الوهابية الذين عاصروا نشأة تلك الحركة , فتأمل كيف صرّح ابن عبد الوهاب بأن : (نجداً كلّها وأقطارها أطبقت على الشرك والجهل) , وهذا تكفير صريح لأهل نجد كلها وأقطارها إلا هو وزمرته..
ثم تأمّل كيف يصوّرونه وكأنّه نبي يبايع الناس على الإسلام , في زمن لم يبق فيه مسلمٌ إلا هو وقلةٌ من أتباعه البدو كما يقولون , وأنّه هاجر من بلده إلى بلد آخر وبايع حاكمها , ثم جعل ذلك البلد دار هجرة لمن آمن بالدعوة الوهابية , وأنّه شنّ الغارات على من خالفه من أهل الجزيرة العربية , وقتل رجالهم وغنم أموالهم لأنهم مشركون في اعتقاده , ولعلّ هذا ما جعل بعض العلماء المعاصرين لابن عبد الوهاب يقولون بأنّه ادّعى النبوّة .
وفي هذا النص تكذيبٌ لإنكار الوهابية أن شيخهم أوجب الهجرة إلى الدرعية , ففيه التصريح بأنّها أصبحت دار الهجرة!!
ثم لك أن تسأل من أين جاءت هذه الأموال الطائلة والخيول الأصيلة , والثروات الثمينة من الذهب والفضة والملابس وغيرها؟ هل هي غنائمهم من بريطانيا وفرنسا وإيطاليا , أم مِن بلاد الجزيرة التي سطوا عليها وأخذوا أموالها؟! ولم يدرِ الرجل أنّ آل سعود كانوا لعبة بريطانيا والغرب في الجزيرة العربية , وما زالوا على ذلك العهد القديم , وأنّهم لم يتمكنوا من تلك الثروات من الذهب والفضة والأموال إلا بالدعم البريطاني .
ثم تأمّل المعاهدة التي أبرمها ابن عبد الوهاب مع ابن سعود , حيث تضمّنت البنود التالية :
- لا يتعرض ابن عبد الوهاب لابن سعود فيما يأخذه ممّن هو تحت سلطانه .
- تبقى الإمارة لسعود وآله , والشؤون الدينية لابن عبد الوهاب وآله .
- لا يرغب ابن عبد الوهاب عن ابن سعود ولا يتركه إن أظهره الله .
عثمان محمد النابلسي
من المعلوم أن الدّولة البريطانية , التي لم تألُ جُهداً منذ قرون في تمزيق العالم الإسلامي , كانت أقوى الدول في العالم , وكانت تكافح بكلّ ما أوتيت من قوة لهدم الخلافة العثمانية , وكان شُغلها الشاغل حياكة المؤامرات ورسم المخططات وتنفيذها للاستيلاء على بلاد الإسلام , وسلكت في سبيل هذا الهدف كلّ ما تيسّر لها من جهود وتحالفات , فقامت باستعمار كثير من البلدان الإسلامية , وسار على نهجها الاستعماري للدول الإسلامية غيرُها من الدول الأوروبية كفرنسا وإيطاليا ..
وفي أثناء تنفيذ هذه المخططات الاستعمارية في ديار الإسلام , التي تَرمي لهدم الخلافة الإسلامية واجتثاثها من جذورها , وتمزيق البلاد الإسلامية واستغلالها , قامت دعوة محمد بن عبد الوهاب في صحراء نجد , فأعلنت الجهاد والحرب على المشركين!! , لكنّ المشركين عندهم ليسوا المستعمرين الغربيين!! , بل هم كلّ المسلمين الذين ينضوون تحت الخلافة الإسلامة العثمانية!! , وكلّ المسلمين الذين يخالفونهم في تكفير مرتكبي بعض البدع والمحرمات , وكلّ المسلمين الذين يخالفونهم في نهجهم التكفيري.. بحجة أنهم يخالفون دين الإسلام! , ولم يشهد التاريخ أنّ ابن عبد الوهاب وجيوشه الأعراب خاضوا حرباً ضدّ الاستعمار , أو حاولوا الدّفاع عن شيء من بلاد الإسلام التي أصيبت بوطأة الاحتلال , أو أبطلوا شيئاً من مخططات هدم الخلافة الإسلامية , بل كانوا عوناً للاستعمار –بقصد وبغير قصد- في إضعاف الخلافة الإسلامية ومن ثم تقويضها فيما بعد , حيث كانت الخلافة آنذاك تحاول أن تستجمع قواها الخائرة لمواجهة الخطر الاستعماري , وكانت بحاجة إلى توفير أدنى قوّة وأقل جهد , فخرج الوهابية من رحم الصحراء وأعلنوا كفر الدولة العثمانية وحربها , ووافقهم في دعوتهم بعض رؤساء القبائل الذين يتطلعون إلى الحكم والإمارة , فأمدّوهم بالخيل والرجال , وعقدوا صفقة بينهم على أن يكون زمام الأمور الدينية بيد مشايخ الوهابية , وزمام الأمور السياسية بيد أولئك الحُكّام , فعلمت الدول الاستعمارية بما يجري ممّا يصبُّ في مصالحها , فأقامت العلاقة مع رؤوس الثورة الوهابية السياسيين , وزوّدتهم بما يحتاجون من المال والعتاد , مقابل إشغالهم الخلافة الإسلامية وإضعافها , وهذا ما حصل بالفعل , ولا حول ولا قوّة إلا بالله!
1- جيوش ابن عبد الوهاب النجديين هزموا جمهور العرب المشركين! من الشام إلى عُمَان ومن الحيرة إلى اليمن!! ولم يحاربوا المستعمرين! :
قال عبد اللطيف بن عبد الرحمن في "الدرر السنية في الأجوبة النجدية" (1/465) :
(ولذلك صار لشيخنا ، شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله، ولطائفة من أنصاره، من المُلك والظهور، والنصر، بحسب نصيبهم، وحظهم من متابعة نبيهم صلى الله عليه وسلم والتمسك بدينه، فقهروا جمهور العرب، من الشام إلى عمان، ومن الحيرة إلى اليمن ) .
ولا يخفى عليك بأنّ قتال الوهابية لجمهور العرب لم يكن إلا لاعتبارهم مشركين , وهو يصرّح بأن المعارك التي كان يخوضها ابن عبد الوهاب ومن معه من البدو النجديين , لم تكن ضد بريطانيا وفرنسا , ولم تكن ضد حركات الاستعمار في الدول الإسلامية , وإنما كانت ضد : " جمهور العرب، من الشام إلى عمان، ومن الحيرة إلى اليمن"! , في وقت كان المستعمرون يخططون لتقسيم البلاد العربية وتمزيق الخلافة العثمانية! فهذه هي انتصارات الوهابية!! .
2- بَدْء الناس بالقتال بحجة أنّهم مشركون :
جاء في الدرر السنية (9/253) :
(وأما من بلغته دعوتنا إلى توحيد الله، والعمل بفرائض الله، وأبى أن يدخل في ذلك، وأقام على الشرك بالله، وترك فرائض الإسلام، فهذا نكفره ونقاتله، ونشن عليه الغارة، بل بداره; وكل من قاتلناه فقد بلغته دعوتنا، بل الذي نتحقق ونعتقده: أن أهل اليمن وتهامة، والحرمين والشام والعراق، قد بلغتهم دعوتنا.....
ومثل هؤلاء لا تجب دعوتهم قبل القتال، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم - أغار على بني المصطلق وهم غارون، وغزا أهل مكة بلا إنذار ولا دعوة!!) .
وهذا تصريح واضح في أنّ الوهابية كانوا يبدؤون القتال لمن خالفهم في فهمهم للتوحيد , بحجة أنه مشرك وليس بمسلم , وأن دياره ديار حرب لا إسلام , وأن قتاله واجب حتى بدون دعوته إلى إسلامهم , خلافاً لما يزعمه بعض متأخريهم من أنهم كانوا يدافعون عن أنفسهم فقط!!
3- سفكُ الوهابية دماءَ المسلمين وأكل أموالهم بحجة أنهم مشركون!! :
قال سعود بن عبد العزيز في الدرر السنية (9/280) :
( وأما ما ذكرت: إنا نقتل الكفار، فهذا أمر ما نتعذر عنه، ولم نستخف فيه، ونزيد في ذلك إن شاء الله، ونوصي به أبناءنا من بعدنا، وأبناؤنا يوصون به أبناءهم من بعدهم، كما قال الصحابي: على الجهاد ما بقينا أبدا.
ونرغم أنوف الكفار، ونسفك دماءهم، ونغنم أموالهم بحول الله وقوته....
ولا لنا دأب إلا الجهاد، ولا لنا مأكل إلا من أموال الكفار ...) .
وهذا أمرٌ جميل لو كان ضد المستعمرين الغربيين!! إلا أنه–وللأسف- كان ضد : "جمهور العرب، من الشام إلى عمان، ومن الحيرة إلى اليمن" كما صرّح عبد اللطيف بن عبد الرحمن , إذ إنّ المشركين في اصطلاح الوهابيين غالباً هم المسلمون المخالفون للوهابيين , إذ إنّ التاريخ لم يُسجّل لأولئك القوم وقعةً واحدة مع أعداء الإسلام!
4- ابن عبد الوهاب كان يتولّى الإشراف على جيوش الأعراب :
جاء في الدرر السنية في الأجوبة النجدية عن ابن عبد الوهاب (16/320) :
(أمر بالجهاد هو والإمام محمد بن سعود، وشمروا عن ساعد الجد والاجتهاد، وعدوا للجهاد ما استطاعوا من الإعتاد.
وكان الشيخ هو الذي يجهز الجيوش، ويبعث السرايا على يد الإمام، ويكاتب أهل البلدان ويكاتبونه، والوفود إليهما، والضيوف عنده، وصدور الأوامر من عنده; حتى أذعن أهل نجد...) .
يا تُرى لقتال مَنْ كنت تُجيّش هذه الجيوش , ولحرب من كانت تسري تلك السرايا؟ أكانت تُجهّز لقتال أعداء الإسلام في الغرب؟! أم لسفك دماء "جمهور العرب" المسلمين؟!!
5- اللقاء الأول بين محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود , والصفقة الدينية السياسية بينهما : قال مؤرخ الوهابية عثمان بن بشر النجدي في عنوان المجد (1/42) :
( فلما وصل الشيخ إلى بلد الدرعية , نزل عند عبد الله بن عبد الرحمن بن سويلم ....
فسار إليه ابن سعود , ودخل عليه في بيت ابن سويلم فرحب به وقال : أبشر ببلاد خير من بلادك , وبالعز والمنعة , فقال له الشيخ : وأنا أبشرك بالعز والتمكين والنصر المبين , وهذه كلمة التوحيد التي دعت إليها الرسل كلّهم , فمن تمسك بها وعمل بها ونصرها , ملَك البلاد والعباد , وأنت ترى نجداً كلّها وأقطارها أطبقت على الشرك والجهل!! .....
فلما شرح الله صدر محمد بن سعود لذلك , فبايع الشيخ على ذلك , وأن الدم بالدم والهدم بالهدم , وعلى أنّ الشيخ لا يرغب عنه إن أظهره الله , إلا أن محمد بن سعود شرط في مبايعته للشيخ أن لا يتعرضه فيما يأخذ من أهل الدرعية مثل الذي كان يأخذه رؤساء البلدان على رعاياهم , فأجابه الشيخ على ذلك رجاء أن يخلف الله عليه من الغنيمة أكثر من ذلك....
فلما علم عثمان بن معمّر أن محمد بن سعود آوى الشيخ ونصره , وبايعه على دين الإسلام ونصرته والذب عنه , وأنّ الدرعية صارت دار هجرة لمن شرح الله صدره لذلك , وبعضهم قد أوذي في بلده , وأن الشيخ في زيادة من أصحابه , ندم عثمان على ما فعل من إخراجه ....
ولقد رأينا الدرعية بعد ذلك في زمن سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود رحمهم الله , وما فيها من الأموال وكثرة الرجال , والسلاح المحلى بالذهب والفضة , وعندهم الخيل النجاب والجياد العمانيات , والملابس الفاخرة والرفاهيات , ما يعجز عن عدّه اللسان , ويكل عن حصره الجنان والبنان , ولقد نظرت إلى موسمها يوماً وأنا في مكان مرتفع وهو في الموضع المعروف بالباطن , بين منازلها الغربية التي فيها آل سعود والمعروفة بالطريف , وبين منازلها الشرقية المعروفة بالبجيري التي فيها أبناء الشيخ , ورأيت موسم الرجال في جانب وموسم النساء في جانب , وما فيه من الذهب والفضة والسلاح والإبل والأغنام , وكثرة ما يتعاطونه من صفقة البيع والشراء والخذ والعطاء , وغير ذلك ..... ) .
فهذه شهادة أحد الوهابية الذين عاصروا نشأة تلك الحركة , فتأمل كيف صرّح ابن عبد الوهاب بأن : (نجداً كلّها وأقطارها أطبقت على الشرك والجهل) , وهذا تكفير صريح لأهل نجد كلها وأقطارها إلا هو وزمرته..
ثم تأمّل كيف يصوّرونه وكأنّه نبي يبايع الناس على الإسلام , في زمن لم يبق فيه مسلمٌ إلا هو وقلةٌ من أتباعه البدو كما يقولون , وأنّه هاجر من بلده إلى بلد آخر وبايع حاكمها , ثم جعل ذلك البلد دار هجرة لمن آمن بالدعوة الوهابية , وأنّه شنّ الغارات على من خالفه من أهل الجزيرة العربية , وقتل رجالهم وغنم أموالهم لأنهم مشركون في اعتقاده , ولعلّ هذا ما جعل بعض العلماء المعاصرين لابن عبد الوهاب يقولون بأنّه ادّعى النبوّة .
وفي هذا النص تكذيبٌ لإنكار الوهابية أن شيخهم أوجب الهجرة إلى الدرعية , ففيه التصريح بأنّها أصبحت دار الهجرة!!
ثم لك أن تسأل من أين جاءت هذه الأموال الطائلة والخيول الأصيلة , والثروات الثمينة من الذهب والفضة والملابس وغيرها؟ هل هي غنائمهم من بريطانيا وفرنسا وإيطاليا , أم مِن بلاد الجزيرة التي سطوا عليها وأخذوا أموالها؟! ولم يدرِ الرجل أنّ آل سعود كانوا لعبة بريطانيا والغرب في الجزيرة العربية , وما زالوا على ذلك العهد القديم , وأنّهم لم يتمكنوا من تلك الثروات من الذهب والفضة والأموال إلا بالدعم البريطاني .
ثم تأمّل المعاهدة التي أبرمها ابن عبد الوهاب مع ابن سعود , حيث تضمّنت البنود التالية :
- لا يتعرض ابن عبد الوهاب لابن سعود فيما يأخذه ممّن هو تحت سلطانه .
- تبقى الإمارة لسعود وآله , والشؤون الدينية لابن عبد الوهاب وآله .
- لا يرغب ابن عبد الوهاب عن ابن سعود ولا يتركه إن أظهره الله .
عثمان محمد النابلسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق