ابن تيمية وابن القيّم يُثبتان الكرامة والتصرف للولي بعد وفاته , والوهابية يكفرون القائلين بذلك!!
في النص السابق يرى ابن تيمية أنّ للأولياء كرامات بعد موتهم , وذهب إلى مثله ابن القيم في الروح فقال (ص93):
(، فإذا كان هذا وهي محبوسة في بدنها [أي في الحياة] فكيف إذا تجرّدت وفارقته واجتمعت فيها قواها وكانت في أصل شأنها روحا علية زكية كبيرة ذات همّة عالية؟! فهذه لها بعد مفارقة البدن[بالموت] شأنٌ آخر وفعلٌ آخر ؛ وقد تواترت الرؤيا في أصناف بني آدم على فعل الأرواح بعد موتها ما لا تقدر على مثله - حال اتصالها بالبدن - من هزيمة الجيوش الكثيرة بالواحد والاثنين والعدد القليل ونحو ذلك، و كمْ قد رُئيَ- في النوم- النبيّ و معه أبو بكر وعمر، قد هزمت أرواحُهم عساكر الكفر والظلم، فإذا بجيوشهم مغلوبة مكسورة مع كثرة عَددهم وعُددهم وضعف المؤمنين وقلّتهم ).اهـ
فابن تيمية وابن القيّم يُثبتان تصرفات الأرواح بعد الممات على سبيل الكرامة , إلا أنّ الوهابية يعتبرون شركًا محققًا , فقد قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن –من قدماء الوهابية- عن معتقدات الوهابية , في رسالة أملاها على لسان راشد بن عبيد الله الغزي (الدرر السنية في الأجوبة النجدية 1/502) :
(وكذلك: ينكرون ويكفرون –أي الوهابية- من قال بأن لأرواح المشائخ تصرفات بعد الممات وأن ذلك لهم على سبيل الكرامات ، فإن هذا من أشنع الأقوال المكفرة ، وأضلها ، لمصادمة الكتاب المصدق ، ولما فيه من الشرك المحقق)!!
فليهنأ الوهابية بتكفير مشايخهم!! والحكم عليهم بقول أبشع الأقوال المكفرة , وأضلها , ومصادمة الكتاب المصدّق , والوقوع في الشرك المحقق!!! مع أنّ القائلين بتصرف الأرواح جعلوا ذلك بإذن الله تعالى وعطائه لا بالاستقلال , فقد قال السيد أحمد الحموي الحنفي محشي "الأباه" في رسالته "نفحات القرب والاتصال":
{ وأما بعد مماتهم [يعني الأولياء] ، فتصرفهم إنما هو بإذن الله تعالى وإرادته ، لا شريك له خلقاً وإيجاداً ، أكرمهم الله به وأجراه على أيديهم وبسببهم خرقاً للعادة ، تارةً بإلهام ، وتارة بدعائهم ، وتارة بفعلهم و اختيارهم ، وتارة بغير اختيارهم ، وتارة بالتوسل بهم إلى الله تعالى في حياتهم وبعد مماتهم ، مما يمكن في القدرة الإلهية .
ولا يقصد الناس -بسؤالهم ذلك منهم قبل الموت و بعده- نسبتَهم إلى الخلق والإيجاد والاستقلال بالأفعال ، فإن هذا لا يقصده مسلم ، ولا يخطر ببال أحد من العوام ، فضلاً عن غيرهم .فصرْفُ الكلام إليه و منْعُه ، من باب التلبيس في الدين ، وتشويش على عوام موحدين . وكيف يُحكم بالكفر على من اعتقد ثبوت التصرف لهم في حياتهم وبعد مماتهم ، حيث كان مرجع ذلك إلى قدرة الله تعالى خلقاً وإيجاداً ؟! كيف وكُتب جمهور المسلمين طافحة به ، وأنه جائز وواقع لا مرية فيه البتة ، حتى يكاد أن يلحق بالضروريات ، بل بالبديهيات ؟! وذلك لأن جميع كرامات هذه الأمة في حياتهم وبعد مماتهم تصرفاً أو غيره ، هي من جملة معجزات النبي -- الدالّة على نبوته وعموم رسالته الباقية بعد موته -- ، لا ينقطع دوامها ولا تجدّدها، بتجدّد الكرامات في كل عصر من الأعصار إلى يوم القيامة}.اهـ
ونقل البرماوي رحمه الله تعالى في " الدلائل الواضحات في إثبات الكرامات في الحياة وبعد الممات " ممّن نصَّ على ثبوتها بعد الممات: شيخُ الإسلام ابن الشحنة الحنفي ، والشيخ عبد الباقي المقدسي في " السيوف الصقال " والشيخ أحمد الحنفي ، وعبارتهم كعبارة الشيخ أحمد الحموي .
و زادوا : ( ولا يُنكرها إلا مخذول فاسد الإعتقاد في أولياء الله تعالى.)اهـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق