أنكرت عائشة رؤية رسول الله ربه ليلة الإسراء ورُوي عن ابن عباس أنه رآه بعينه ومثله عن أبي ذر وكعب ما، وكان الحسن رحمه الله يحلف على ذلك، ومن القائلين بالرؤية ابن مسعود وأحمد بن حنبل وجماعة من الصحابة، وعن ابن عباس أنه قال: أتعجبون أن تكون الخلة لإبراهيم والكلام لموسى والرؤية لمحمد وعن عكرمة سئل ابن عباس: هل رأى محمد ربه فقال: نعم، قال النووي في شرح «صحيح مسلم»: والأصل في الباب حديث ابن عباس حبر الأمة والمرجوع إليه في المعضلات وقد راجعه ابن عمر م في هذه المسألة وراسله هل رأى محمد ربه فأخبره أنه رآه، ولا يقدح في هذا حديث عائشة ا فإنها لم تخبر أنها سمعت النبي يقول: لم أر ربي وإنما ذكرت ما ذكرت متأولة لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيا أَوْ مِن وَرَآء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولا} الشورى: 51، ولقول الله تعالى: {لاَّ تُدْرِكُهُ الاْبْصَرُ} الأنعام: 103، والصحابي إذا قال قولا وخالفه غيره منهم لم يكن قوله حجة وإذا صحت الروايات عن ابن عباس في إثبات الرؤية وجب المصير إلى إثباتها فإنها ليست مما يدرك بالعقل ويؤخذ بالظن، وإنما يتلقى بالسماع ولا يستجيز أحد أن يظن بابن عباس أنه تكلم في هذه المسألة بالظن والاجتهاد، وقد قال معمر بن راشد حين ذكر اختلاف عائشة وابن عباس: ما عائشة عندنا بأعلم من ابن عباس، ثم إن ابن عباس أثبت شيئا نفاه غيره، والمثبت مقدم على النافي.
والراجح عند أكثر العلماء أن رسول الله رأى ربه بعيني رأسه ليلة الإسراء، والظاهر أن إخباره بالمعراج لم يكن عند إخباره بالإسراء بل تأخر عنه بناء على أنهما كانا في ليلة واحدة ولم تنزل قصة المعراج في سورة الإسراء بل أنزل ذلك في سورة النجم، ومما يؤيد أنهما كانا في ليلة واحدة قول البخاري في «صحيحه»: باب كيف فرضت الصلاة ليلة الإسراء؛ لأن من المعلوم أن فرض الصلوات الخمس إنما هو في المعراج.
نقول: وقد خالفت عائشة ابن عباس في هل كان الإسراء بالجسد أو بالروح، فقالت عائشة: والله ما فقد جسد رسول الله ولكن صعد بروحه، وابن عباس يقول: إنه إسراء بالجسد وفي اليقظة، وهذا ما ذهب إليه معظم الصحابة، أما ما يتصوره بعضهم في أن الصعود بالجسد إلى السموات مستحيل عقلا، فنقول: إن هذا الصعود بالجسم معجزة لرسول الله لا تُدرك بالعقل كجميع معجزاته وكمعجزات الرسل عليهم صلوات الله ولو كان الصعود بالروح فقط لصرح به رسول الله ولما كذبته قريش.
والراجح عند أكثر العلماء أن رسول الله رأى ربه بعيني رأسه ليلة الإسراء، والظاهر أن إخباره بالمعراج لم يكن عند إخباره بالإسراء بل تأخر عنه بناء على أنهما كانا في ليلة واحدة ولم تنزل قصة المعراج في سورة الإسراء بل أنزل ذلك في سورة النجم، ومما يؤيد أنهما كانا في ليلة واحدة قول البخاري في «صحيحه»: باب كيف فرضت الصلاة ليلة الإسراء؛ لأن من المعلوم أن فرض الصلوات الخمس إنما هو في المعراج.
نقول: وقد خالفت عائشة ابن عباس في هل كان الإسراء بالجسد أو بالروح، فقالت عائشة: والله ما فقد جسد رسول الله ولكن صعد بروحه، وابن عباس يقول: إنه إسراء بالجسد وفي اليقظة، وهذا ما ذهب إليه معظم الصحابة، أما ما يتصوره بعضهم في أن الصعود بالجسد إلى السموات مستحيل عقلا، فنقول: إن هذا الصعود بالجسم معجزة لرسول الله لا تُدرك بالعقل كجميع معجزاته وكمعجزات الرسل عليهم صلوات الله ولو كان الصعود بالروح فقط لصرح به رسول الله ولما كذبته قريش.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق