الأحد، 23 أبريل 2017

نص لابن تيمية في عدم تكفير المستغيث بالنبي –صلى الله عليه وسلم- بعد وفاته

نص لابن تيمية في عدم تكفير المستغيث بالنبي –صلى الله عليه وسلم- بعد وفاته :


ولْنقدّمْ عبارة ابن تيمية لأنه - عند هؤلاء- تطمئن قلوبهم بأقواله أكثر من اطمئنانها بالآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة النبوية , وكلام جميع أئمة السلف والخلف!! .
فقال ابن تيمية في "اقتضاء الصراط المستقيم" : 
{ وكذلك أيضا ما يروى: أن رجلا جاء إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فشكا إليه الجدب عام الرمادة، فرآه وهو يأمره أن يأتي عمر، فيأمره أن يخرج يستسقي بالناس فإن هذا ليس من هذا الباب , ومثل هذا يقع كثيرا لمن هو دون النبي صلى الله عليه وسلم، وأعرف من هذا وقائع.
وكذلك سؤال بعضهم للنبي صلى الله عليه وسلم، أو لغيره من أمته حاجة فتقضى له، فإن هذا قد وقع كثيرا، وليس هو مما نحن فيه.
وعليك أن تعلم أن إجابة النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره لهؤلاء السائلين، ليس مما يدل على استحباب السؤال، فإنه هو القائل صلى الله عليه وسلم: "إن أحدهم ليسألني المسألة فأعطيه إياها، فيخرج بها يتأبطها نارا
فقالوا: يا رسول الله، فلم تعطيهم؟ قال: يأبون إلا أن يسألوني، ويأبى الله لي البخل".
وأكثر هؤلاء السائلين الملحين لما هم فيه من الحال، لو لم يجابوا لاضطرب إيمانهم، كما أن السائلين به في الحياة كانوا كذلك، وفيهم من أجيب وأمر بالخروج من المدينة.
فهذا القدر إذا وقع يكون كرامة لصاحب القبر، أما أن يدل على حسن حال السائل، فلا فرق بين هذا وهذا}. انتهى.

فدلّ كلامه هذا على أن السائلين للحاجات من النبي -- أوغيره: لا يُستحب لهم ذلك عنده ، - ولكن عند غيره من العلماء يُستحب ذلك- ، ولم يقل أحدٌ -بناء على قول الشيخ- أن فاعل غير المستحب يكون كافرا ولا آثما ، ويدل عليه قولُه : ((لو لم يجابوا لاضطرب إيمانهم)) ، فأثبت لهم الإيمان ولم ينفه عنهم , لكن الحجة في أن إتيان قبر النبي -صلى الله عليه وسلم-كان بعلم الصحابة والتابعين , ولم ينكروه على فاعله . (1)

-------------------------------
1- نقلًا عن : نحت حديد الباطل وبرده , ومحق التقول في مسألة التوسل , ومفاهيم يجب أن تصحح , بتصرف فيها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق